ان أغلى ما في هذا الشهر المبارك تلك الايام المباركة العشر الأواخر وأغلى شيء فيها تلك الليلة الجليلة ( ليلة القدر )
عن أنس بن مالك ( ) قال: دخل رمضان فقال رسول الله: " ان هذا الشهر قد حضركموفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم "
رواه ابن ماجه/ صحيح الترغيب: 986
تلك هي ( العشر الأواخر ) من شهر الرحمة.. والغفران.. من فازبنفحاتها فهو الفائز حقا.. المفلح حقا.. السعيد حقا..كيف تحيا في نفحات العشر الأواخر من رمضان؟
ان لتلك العشر الأواخر بهاء وسناء الأيام الطاهرة اللذان جعلهماالله تعالى لتلك الأيام الصالحة شهر رمضان..
تلك هي مواسم الطاعات تمر عليك في كل عام فهل تذكرت شرفها؟ هل غنمت الصالحات فيها؟
هناك الكثيرون من الناس تمر عليهم هذه الأيام وهم غافلون عن شرفها وفضلهاولا تجد فيهم من يحاسب نفسه على تفريطها واضاعته لخيرات تلك الأيام..
هاهي أيام العشر الفاضلة تزف اليك لتقول لكِ: خذ نصيبك مني قبل أن أرحل
ان أيام العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك أيام جعلها الله تعالىفرصة للعباد.. ليدركوا بها الدرجات العالية عنده.. وينالوا بها خير الدنياوالاخرة..
فلا غرابة اذا كان هذا حالها أن يجتهد فيها نبيناما لا يجتهده في غيرها من الايام وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر.
عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت:
"كان رسول الله اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم: عن عائشة ( رضي الله عنها ): " كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره "
قال سفيان الثوري ( رحمه الله ):
( أحب الي اذا دخل العشر الأواخر أن يتجهدبالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده الى الصلاة ان أطاقوا ذلك)
كم وكم من الناس تجدهم مفرطين مضيعين لخير هذه الأيام باللهو والعبث فتجدهم يستقبلونها استقبال مودع لرمضان وقد تجد بعضهم يحدث نفسه بالعودة الى أيام اللهو والتمتع باللذات المحرمة
كم هم مساكين هؤلاء الذين لم يتنبهوا الى هذه الغنيمة الالهية التي جعلهاالله تعالى خاتمة جميلة لأيام الشهر المبارك ( رمضان )..
تجد الكثيرين من الناس في أيام العشر الأواخر منصرفين للاعداد لأيام العيدحتى تضيع عليه تلك الايام الغالية وهو مشغول بالتجول في الاسواق ..
فلنجعل هذه العشر الأواخر خاتمة حسنة لشهر صومك...
عسى الله تعالى أن يجعلك من أهل الخواتم الحسنة يوم لقائه..
لقد كان الصالحون اذا دخلت العشر الأواخر من رمضان تهيأوا لها واستقبلوها بالطهارة ظاهرا وباطنا قال الامام ابن جرير ( رحمه الله ):
( كانوايستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر )
وكان ابراهيم النخعي ( رحمه الله ) يغتسل في العشر كل ليلة
أيعجزك أن تجتهد في عبادة ربك تعالى عشرة أيام؟
ان اجتهدت في هذه الأيام العشر أدركت من الأجر والثواب والخير الشيء الكثير فلا تحرم نفسك هذاالخير وأنت تستطيع ادراكه
فبامكانك ادراك خير هذه الأيام ولو بالاجتهاد القليل ان أخلصت لربك تعالى..
اذا دخلت عليك أيام العشر فلتستقبلها بنية صحيحة عازمة على اغتنامها وفعل الخيرات في أيامها.. وسل الله تعالى أن يعينك على ذلك..
وما التوفيق الا من عند الله تعالى، فهو نعم من سئل ونعم من أعطى تبارك وتعالى..